الثلاثاء، 6 يوليو 2010

بكاء النبي صلى الله عليه وسلم من خشية الله


وبكى محمد عليه الصلاة والسلام
نعم ، نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كان يبكي مع أن الدنيا في يده لو أرادها،
والجنة أمامه وهو في أعلى منازلها، نعم كان يبكي عليه الصلاة والسلام ولكنه بكاء
العباد، كان يبكي وهو يناجي ربه في الصلاة وعند سماع القرآن وما ذاك إلا من رقة القلب وصلاح السريرة، ومعرفة عظمة الله عز وجـل وخشيـة منـه سبحانه.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اقرأ علي» فقلت: يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إني أحب أن أسمعه من غيري» فقرأت سورة النساء حتى بلغت (وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) قال: «فرأيت عيني رسول الله تهملان»
تقول عائشة رضي الله عنها: (قام ليلة بآية يرددها حتى الفجر وهو يبكي، وهي قوله
تعالى: إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [المائدة:118]).
يقول عبد الله بن الشخير : (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل). قال لـعائشة ليلة: (دعيني أتعبد لربي، تقول: فقام يصلي وجعل يبكي حتى بل لحيته، ولا زال يبكي حتى بل الثراء تحته، فجاءه بلال ليعلمه بدخول وقت الصلاة فوجده يبكي، فقال له: تبكي بأبي أنت وأمي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال صلوات ربي وسلامه عليه: كيف لا أبكي يا بلال وقد تنزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتدبرها، ثم تلا قوله تبارك وتعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ
الْمِيعَادَ [آل عمران:190-194]).
إن هذه الصورة الرائعة لدعوة لمن جفت عينه وجمدت عن البكاء من خشية الله ، وإن هذه
لنماذج حية وصور مشرقة للتأسي بنينا محمد صلى الله عليه وسلم ودعوة لكثير من الرجال والنساء الذين يبكون عند فوات اللذات والشهوات نسأل الله العافية . فشتان شتان
فهذا كان حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فلنبك على حالنا وقسوة قلوبنا وبعدنا عن سنة نبينا صلى الله عليه وحاله مع ربه جل وعز




حاله عليه الصلاة والسلام في قيام الليل

HTML clipboard
كان إذا أقبل ليل المدينة وخيم بسواده عليها، يقوم عليه الصلاة والسلام يتهجد فيضيء جوانحه بالصلاة وذكر الله ويناجي رب الأرض والسموات ويدعو من بيده مقاليد الأمور استجابة لأمر خالقه وبارئه { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا }
سورة المزمل/ الآيات 1-4.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم يصلي حتى تنتفخ قدماه، فيقال له: يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا؟»
 رواه ابن ماجه.
وعن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت: «كان ينام أول الليل ثم يقوم فإذا كان له حاجة ألم بأهله، فإذا سمع الأذان وثب، فإن كان جنبًا أفاض عليه من الماء وإلا توضأ وخرج إلى الصلاة»
رواه البخاري.
وصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم بالليل فيها من العجب ما يجعلنا نتأمل في طولها ونتخذها قدوة وأسوة.
عن أبي عبد الله حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، ثم افتتح آل عمران فقرأها، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، يقرأ مترسلاً ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم قام طويلاً قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه»
رواه مسلم.
إن في هذا المثال وهذه الصورة المضيئة لدعوة حية للاقتداء والتأسي بفعله صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب المشرق ، وهذا الفصل من فصول حياته صلى الله عليه وسلم
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن في قيام الليل دواء يطرد الغفلة عن القلب كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين " رواه أبوداود وابن حبان وهو حسن ، صحيح الترغيب 635
فحري بنا أن نتمثل هذا الجانب ونعمل به

 

الأربعاء، 16 يونيو 2010

وجعلت قرة عيني في الصلاة

ارحنا بها يا بلال

مدرسة النبوة

مدرسة النبوة مدرسة حياة ، هذه المدرسة تكونت فصولها من حياة محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه 
ولذلك فإنه ينبغي على المسلمين التعلّم في هذه المدرسة أفضل مدرسة على الإطلاق كيف لا ، وهي المدرسة والحياة التي تعد التطبيق العملي لكتاب الله عز وجل ، روى الإمام أحمد في مسنده عن سعد بن هشام
بن عامر قال أتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن قول الله عز وجل { وإنك لعلي خلق عظيم } .. [1] فيتعلموا جوانب العظمة في شخصية رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقتدوا به في مختلف الجوانب تحقيقاً وامتثالاً لأمر الله عز وجل { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } [ سورة الأحزاب : 21] ولا يتحقق الاقتداء إلا
بمعرفة الجوانب المختلفة في شخصية الرسول القدوة ، ومعرفة هديه صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً بدراسة وتمحيص
وهذه المدونة هي مشاركة في هذا المجال لإبراز جوانب وفصول الاقتداء في شخصية سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم لننهل من معين مدرسته الصافي، ونقتدي به في حياتنا لنتحصل على السعادة في الدارين


[1] والحديث صححه الشيخ شعيب الأرنؤوط في المسند وحديث كان خلقه القرآن صححه الشيخ الألباني في الأدب
المفرد



 
') }else{document.write('') } }